تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
110770 مشاهدة
مادة خلق الملائكة

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثيرًا ما يأمر الله تعالى بالتدبر, وبالنظر في مخلوقاته, وعجائب آياته ويلفت أنظار الناس إلى ما فيها من الاعتبار، وكونها من آيات الله التي تَدُلُّ على عظمته سبحانه, وجلاله, وكبريائه، مثل قول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ يعني: آيات عظيمة، أن خلق الخلق مبدأ أمرهم من تراب وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا من الآيات العظيمة: أن خلق من كلٍّ زوجين اثنين؛ حتى يتم التواجد لكل جنسين -ذكر وأنثى- من الطيور ومن الحيوانات البهيمية، ومن الحشرات ومن السباع وما أشبه ذلك؛ مع أنه تعالى قادر على أن يخلقهم بدون هذا التزاوج؛ ولكن جعل ذلك آية وسببًا ظاهرًا.
ثم إنه تعالى خلق الملائكة كما شاء، ولم يُذكر أن فيهم رجالا وإناثًا، ولا أنهم يتزاوجون؛ بل يخلقهم الله كما شاء؛ سواءٌ خَلْقُهُم: خلق أولهم مما خلق منه آخرهم، أو خلقهم بدون مادة, أو بدون سبب؛ لكن الله تعالى هو الذي خلقهم.
فثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم فأخبر بأن الملائكة خُلِقَتْ من نور، ولا يبعد أن كلهم خُلِقُوا من النور، وأنه خلق منه أولهم وآخرهم، ويمكن -كما قال بعضهم- أنهم يُخلقون من مواد أخرى، كما ذكر أن هناك ملكا ينغمس في ماء, أو نحوه، ثم يتقاطر منه نقاط, يخلق الله من كل نقطة أو قطرة ملكًا، أو غير ذلك من الأسباب في خلقهم.